التدوينة السادسة
كثيراً
ما يقرن الله بين صفة السمع و البصر, فكل من السمع و البصر محيط بجميع متعلقاته
الظاهرة و الباطنة, فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات, فكل ما في العالم
العلوي و السفلي من الأصوات يسمعها سرّها و علنها و كأنها لديه صوت واحد, لا تختلط
عليه الأصوات, و لا تخفى عليه جميع اللغات, و القريب منها و البعيد, و السرّ و
العلانية عنده سواء..
النوع
الأول: سَمعُه لجميع الأصوات الظاهرة و الباطنة, الخفيّة و الجلية, و إحاطته
التامة بها.
النوع
الثاني: سَمْعُ الإجابة منه للسائلين و الداعين و العابدين فيجيبهم و يثيبهم, و
منه قوله تعالى : (( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)) * , و قول المصلي (( سمع
الله لمن حمده)) أي استجاب.
*39
.. سورة إبراهيم