الأربعاء، 10 يوليو 2013

 التدوينة الثانية


"و ذلك دال على أن جميع معاني العلوّ ثابته لله من كل وجه.

فله علوّ الذات؛ فإنه فوق المخلوقات,و على العرش استوى: أي علا و ارتفع.

و له علوّ القدر: و هو علوّ صفاته و عظمتها, فلا يماثله صفة مخلوق, بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطو ببعض معاني صفة واحدة من صفاته,قال تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠ }.و بذلك يُعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته.

و له علوّ القهر؛ فإنه الواحد القهّار الذي قهر بعزته و علوه الخلق كلهم, فنواصيهم بيده, و ما شاء كان لا يمانعه فيه مانع, و ما لم يشأ لم يكنْ. فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأهُ الله لم يقدروا, و لو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه, و ذلك لكمال اقتداره, و نفوذ مشيئته, و افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه."
*سورة طه