الأربعاء، 10 يوليو 2013

التدوينة الثالثة


الله تعالى عظيم له كل وصف و معنى يوجب التعظيم, فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له, و لا يحصي ثناء عليه, بل هو كما أثنى على نفسه, و فوق ما يُثني عليه عباده.
واعلم أن معاني التعظيم الثابته لله وحده نوعان:

النوع الأول : أنه موصوف بكل صفة كمال, و له من ذلك الكمال أكمله , و أعظمه, و أوسعه, فله العلم المحيط, و القدرة النافذة, و الكبرياء و العظمة, و من عظمته أن السموات و الأرض في كفّ الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس و غيره.

النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظّم كما يعظّم الله, فيستحق جلّ جلاله من عباده أن يعظّموه بقلوبهم,و ألسنتهم, و جوارحهم, و ذلك ببذل الجهد في معرفته, و محبته, و الذُّلِّ له, و الانكسار له, و الخضوع لكبريائه, و الخوف منه, و إعمال اللسان بالثناء عليه, و قيام الجوارح بشكره و عبوديته.

و من تعظيمه أن يُتقى حقّ تقاته, فيُطاع فلا يُعصى, و يُذكر فلا يُنسى, و يُشكر فلا يُكفر,و من تعظيمه تعظيم ما حرّمه و شرعه من زمان و مكان و أعمال, و من تعظيمه أن لا يٌعترض على شيء مما خلقه أو شرعه.