الخميس، 8 أغسطس 2013

 التدوينة الثانية و الستون

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (المنان) هو المنعم المعطي من المنِّ:العطاء، لا من المنة. الله عز وجل هو المنان:من المن العطاء ، والمنان: هو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة، والعقل، والنطق، وصور فأحسن وأنعم فأجزل، وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح ))   قال وقوله الحق : {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.

ومعنى (( لقد من الله على المؤمنين )) أي تفضل على المؤمنين المصدقين والمنان المتفضل .  ، والمنة : النعمة العظيمة . قال الأصفهاني: المنة: النعمة الثقيلة وهي على نوعين:

النوع الأول: أن تكون هذه المنة بالفعل فيقال: منّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله تعالى:{لقد منّ الله على المؤمنين}. وقوله تعالى:{كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً}،وهذا كله على الحقيقة لا يكون إلا من الله تعالى فهو الذي منّ على عباده بهذه النعم العظيمة فله الحمد حتى يرضى وله الحمد بعد رضاه وله الحمد في الأولى والآخرة.


النوع الثاني : أن يكون المنّ بالقول . وذلك مستقبح فيما بين الناس ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة قال الله تعالى : {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليَّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}. فالمنة من الله عليهم بالفعل وهو هدايتهم للإسلام، والمنة منهم بالقول المذموم وقد ذم الله في كتابه ونهى عن المنّ المذموم : وهو المنة بالقول فقال : {ولا تمنن تستكثر} قال ابن كثير : (( لا تمنن بعملك على ربك تستكثره)) وقيل غير ذلك.