الجمعة، 12 يوليو 2013

 التدوينة التاسعة



ذكر ابن القيم رحمه الله حميد من وجهين:

أحدهما: أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده, فكل حمد وقع من أهل السموات و الأرض الأوّلين منهم و الآخرين, و كل حمد يقع منهم في الدنيا و الآخرة, و كل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضاً و مقدّراً حيثما تسلسلت الأزمان و اتصلت الأوقات, حمداً يملأ الوجود كله العالم العلوي و السفلي, و يملأ نظير الوجود من غير عدٍّ و لا إحصاءٍ, فإنّ الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة: منها أن الله هو خلقهم, و رزقهم,و أسدى عليهم النعم الظاهرة و الباطنة’ الدينية و الدنيوية, و صرف عنهم النقم و المكاره, فما بالعباد من نعمة فمن الله.


الوجه الثاني: أنه يحمد على ما له من الأسماء الحسنى و الصفات الكاملة العليا, و المدائح و المحامد و النعوت الجليلة الجميلة.و على شرعه, و أحكامه القدريّة, و أحكامه الشرعيّة, و أحكام الجزاء في الأولى و الآخرة, و تفاصيل حمده و ما يُحمد عليه لا تُحيط بها الأفكارُ, و لا تُحصيها الأقلام.