السبت، 13 يوليو 2013

 التدوينة الثانية عشر



هو تعالى الحكيم الموصوف بكمال الحكمة و بكمال الحكم بين المخلوقات, فالحكيم: هو واسع العلم و الاطّلاع على مبادئ الأمور و عواقبها,واسع الحمد,تام القدرة,غزير الرحمة,فهو يضع الأشياء مواضعها,وينزلها منازلها اللائقة بها في خَلقه و أمره,فلا يتوجه إليه بسؤال,و لا يقدح في حكمته مقال.
و حكمته نوعان:

1.     الحكمة في خلقه؛فإنه خلق الخلق بالحق و مشتملاً على الحق,و كان غايته و المقصود به الحق,خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام, و رتبها أكمل ترتيب,و أعطى كل مخلوق خلقه اللائق به.

2.     الحكمة في شرعه و أمره, فإنه تعالى شرع الشرائع و أنزل الكتب, و أرسل الرسل ليعرفه العباد و يعبدوه,فأيّ حكمة أجلّ من هذا,و أي فضل و كرم أعظم من هذا,فإن معرفته تعالى و عبادته وحده لا شريك له,و إخلاص العمل له و حمده,و شكره و الثناء عليه أفضل العطايا منه لعباده على الإطلاق,و أجلّ الفضائل لمن يمنّ الله عليه بها.


فهو الحكيم في أحكامه القدرية,و أحكامه الشرعية,و أحكامه الجزائية,و الفرق بين أحكام القدر و أحكام الشرع أن القدر متعلّق بما أوجده و كوّنه و قدّره,و أنه ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن,و أحكام الشرع متعلقة بما شرعه.و العبد لا يخلو منهما, فمن فعل ما يحبه الله و يرضاه فقد اجتمع فيه الحكمان, و من فعل ما يضاد ذلك فقد وجد فيه الحكم القدري؛فإن ما فعله واقع بقضاء الله و قدره و لم يوجد في الحكم الشرعي لكونه ترك ما يحبه الله و يرضاه.