التدوينة الثانية و الثلاثون
من
أسمائه تعالى ( البر الوهاب ) الذي شمل الكائنات بأسرها ببره وهباته وكرمه، فهو مولى
الجميل ودائم الإحسان وواسع المواهب، وصفه البر وآثار هذا الوصف جميع النعم الظاهرة
و الباطنة، فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبره طرفة عين.
وإحسانه
عام و خاص:
1) فالعام المذكور في قوله : {ربنا وسعت كل شيء رحمة
وعلما} {ورحمتي وسعت كل شيء} ، قال تعالى
: { وما بكم من نعمة فمن الله } وهذا يشترك فيه البر والفاجر و أهل السماء و أهل الأرض
و المكلفون وغيرهم .
2) والخاص رحمته و نعمه على المتقين حيث قال : { فسأكتبها
للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي
} الآية ... ، وقال : { إن رحمة الله قريب
من المحسنين} وفي دعاء سليمان : { و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} وهذه الرحمة
الخاصة التي يطلبها الأنبياء و أتباعهم، تقتضي التوفيق للإيمان، والعلم، والعمل، و
صلاح الأحوال كلها، والسعادة الأبدية، والفلاح والنجاح، وهي المقصود الأعظم لخواص الخلق.
وهو
سبحانه المتصف بالجود : وهو كثرة الفضل والإحسان ، وجوده تعالى أيضاً نوعان :
1) جود مطلق عم جميع الكائنات وملأها من فضله وكرمه
ونعمه المتنوعة.
2) جود خاص بالسائلين بلسان المقال أو لسان الحال من
بر وفاجر و مسلم وكافر، فمن سأل الله أعطاه سؤله و أناله ما طلب فإنه البر الرحيم ،
{وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون} ومن جوده الواسع ما أعده لأوليائه في دار النعيم
مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.